الباسط
معناه الموسع للأرزاق لمن شاء من عباده ،
وأيضا هو مبسط النفوس بالسرور والفرح ،
وقيل : الباسط الذي يبسط الرزق للضعفاء ،
ويبسط الرزق للأغنياء حتى لا يبقى فاقة ،
ويقبضه عن الفقراء حتى لا تبقى طاقة .
يذكر اسم القابض والباسط معا ،
لا يوصف الله بالقبض دون البسط ،
يعنى لا يوصف بالحرمان دون العطاء ،
ولا بالعطاء دون الحرمان
الخافض
الخفض ضد الرفع ، وهو الانكسار واللين ،
الله الخافض الذي يخفض بالإذلال أقواما ويخفض الباطل ،
والمذل لمن غضب عليه ، ومسقط الدرجات لمن استحق
وعلى المؤمن أن يخفض عنده إبليس وأهل المعاصي ،
وأن يخفض جناح الذل من الرحمة
لوالديه والمؤمنين
الرافع
الرافع سبحانه هو الذي يرفع أوليائه بالنصر ، ويرفع الصالحين بالتقرب ، ويرفع الحق ، ويرفع المؤمنين بالإسعاد
والرفع يقال تارة في الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها ،
كقوله تعالى ( الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ) ،
وتارة في البناء إذا طولته
كقوله تعالى ( وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل (،
وتارة في الذكر كقوله تعالى ( ورفعنا لك ذكرا " ) ،
وتارة في المنزلة إذا شرفتها كقوله تعالى ( ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات(
المعز
المعز هو الذي يهب العز لمن يشاء ، الله العزيز لأنه الغالب القوى الذي لا يغلب ،
وهو الذي يعز الأنبياء بالعصمة والنصر ، ويعز الأولياء بالحفظ والوجاهة ، ويعز المطيع ولو كان فقيرا ،
ويرفع التقى ولو كان عبد حبشيا وقد اقترن اسم العزيز باسم الحكيم ..والقوى..وذي الانتقام ..والرحيم ..والوهاب..
والغفار الغفور..والحميد..والعليم..والمقتدر..والجبار .
وقد ربط الله العز بالطاعة، فهي طاعة ونور وكشف حجاب ، وربط سبحانه الذل بالمعصية ،
فهي معصية وذل وظلمة وحجاب بينك وبين الله سبحانه، والأصل في إعزاز الحق لعباده يكون بالقناعة ،
والبعد عن الطمع
المذل
الذل ما كان عن قهر ، والدابة الذلول هي المنقادة غير متصعبة ، والمذل هو الذي يلحق الذل بمن يشاء من عباده ،
إن من مد عينه إلى الخلق حتى أحتاج إليهم ، وسلط عليه الحرص حتى لا يقنع بالكفاية ،
واستدرجه بمكره حتى اغتر بنفسه ، فقد أذله وسلبه ، وذلك صنع الله تعالى ، يعز من يشاء ويذل من يشاء
والله يذل الإنسان الجبار بالمرض أو بالشهوة أو بالمال أو بالاحتياج إلى سواه ،
ما أعز الله عبد بمثل ما يذله على ذل نفسه ، وما أذل الله عبدا بمثل ما يشغله بعز نفسه ،
وقال تعالى ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين
السميع
الله هو السميع ، أي المتصف بالسمع لجميع الموجودات دون حاسة أو آلة ، هو السميع لنداء المضطرين ،
وحمد الحامدين ، وخطرات القلوب وهواجس النفوس ،و مناجاة الضمائر ، ويسمع كل نجوى ،
ولا يخفى عليه شيء في الأرض أو في السماء ، لا يشغله نداء عن نداء، ولا يمنعه دعاء عن دعاء
وقد يكون السمع بمعنى القبول كقول النبي عليه الصلاة والسلام
اللهم إني أعوذ بك من قول لا يسمع ) ،
أو يكون بمعنى الإدراك كقوله تعالى ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ) .
أو بمعنى فهم وعقل مثل قوله تعالى ( لا تقولوا راعنا قولوا نظرنا واسمعوا ) ،
أو بمعنى الانقياد كقوله تعالى ( سماعون للكذب)
وينبغي للعبد أن يعلم أن الله لم يخلق له السمع إلا ليسمع كلام الله الذي أنزله على نبيه فيستفيد به الهداية ،
إن العبد إذا تقرب إلى ربه بالنوافل أحبه الله فأفاض على سمعه نورا تنفذ به بصيرته إلى ما وراء المادة
البصير
البصر هو العين ، أو حاسة الرؤية ، والبصيرة عقيدة القلب ، والبصير هو الله تعالى ،
يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور ، الذي يشاهد الأشياء كلها ، ظاهرها وخافيها ،
البصير لجميع الموجودات دون حاسة أو آلة
وعلى العبد أن يعلم أن الله خلق له البصر لينظر به إلى الآيات وعجائب الملكوت ويعلم أن الله يراه ويسمعه
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تره فإنه يراك )