هذه قصيده فاتنة, عنيت بها كتب البلاغة العربية لامتلائها بالصور والتشبيهات والاستعارات التي يتذوقها الدارسون على أنها نماذج لبلاغة التعبير الأدبي. وهي للشاعر يزيد بن معاوية.
واعتبر الأدباء البيت:
وأمطرت لؤلؤا من نرجسِ وسقت ...ورداً وعضت على العناب بالبَرَدِ
ابلغ بيتا بالعربية حيث انه شمل ستة تصاوير خيالية ويستطيع القاريء معرفتها بنفسه
أترككم مع القصيدة وأرجو أن ينال اختياري على رضاكم.
نالت على يدها ما لم تنلـه يـدى
نقشاً على معصم أوهت به جلـدى
كأنـه طـرق نمـل فـي أناملهـا
أو روضة رصعتها السحب بالبـرد
وقوس حاجبها مـن كـل ناحيـة
ونبل مقلتهـا ترمـى بـه كبـدي
مدت مواشطها فـي كفهـا شركـا
تصيد قلبي به من داخـل الجسـد
أنيسة لو رأتها الشمس ما طلعـت
من بعد رؤيتها يومـاً علـى أحـد
سألتها الوصل قالت : لا تغر بنـا
من رام منا وصالاً مـات بالكمـد
فكم قتيل لنا بالحب مـات جـوى
من الغرام ولم يبـدئ ولـم يعـد
فقلت : استغفر الرحمن مـن زلـل
إن المحب قليـل الصبـر والجلـد
قد خلفتني طريحـاً وهـي قائلـة
تأملوا كيف فعـل الظبـي بالأسـد
قالت لطيف خيال زارني ومضـي
بالله صفه ، ولا تنقـص ولا تـزد
فقال : خلفته لو مـات مـن ظمـأ
وقلت :قف فعن ورود الماء لم يرد
قالت:صدقت الوفا في الحب شيمته
يا برد ذاك الذي قالت على كبـدى
واسترجعت سألت عني فقيل لهـا
ما فيه من رمق دقـت يـداً بيـد
وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقـت
ورداً وعضت على العناب بالبـرد
وأنشـدت بلسـان الحـال قائلـة
من غير كره ولا مطـل ولا مـدد
والله ما حزنـت أخـت لفقـد أخ
حزنـي عليـه ولا أم علـى ولـد
إن يحسدوني على موتي فو اأسفي
حتى على الموت لا أخلو من الحسد
يزيد بن معاويه